غدا نبكي عراقين وليس عراقا واحدا

TT

* تعقيبا على مقال يحيى الجمل «لنجعل الوطن فوق المذاهب»، المنشور بتاريخ 26 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: أخشى إن كنت تبكي اليوم عراقا واحدا أن تبكي غدا عراقين، أمة لا ترفع فوق رأسها إلا كل مهزوم متاجر بأمنها وآمالها، لأجل أمجاده الشخصية، ولا تنتقم إلا ممن انتصر لها، أمة كهذه تبحث عن الهزائم أخشى غدا أن تأتيها الهزائم تترى ويتحقق فيها قول شارون: «خرجنا من سيناء وسنعود إليها راجلين»، أي دون قتال. لم أفقه قوله تحديدا إلا اليوم، فبعد أن قتلنا السادات نطالب اليوم بدم مبارك، وغدا ندخل طنطاوي بطل المعركة الصينية في 73 قفص الاتهام، قد يستعصي علينا يوما أن نجد من يرغب في الانتصار وقد علم أن الهزيمة هي مفتاح الفرج وطريق الخلاص. قد يدخل اليهود حقا سيناء راجلين محققين نبوءة الوحش المغيب على فراشه ليفيق على إثر تحققها، ونغيب نحن في أحزاننا وحظنا العاثر الذي صنعناه بأيدينا، نغيب في قول الشاعر الذي أدمى القلب لنبكى عراقا لآخر ضيعناه بأيدينا.

أكرم الكاتب - السعودية [email protected]