القدرة على تحمل المسؤولية

TT

* تعقيبا على مقال محمد النغيمش «عندما يهرب القائد!»، المنشور بتاريخ 26 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: درسنا في القانون البحري منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان أن ربان السفينة هو آخر شخص يغادر السفينة في حالة تعرضها للغرق، ويحاول إنقاذ جميع الركاب أولا ثم يغادر هو، حتى ولو أدى ذلك إلى غرقه معها، وأعتقد أن هذا الكلام هو مبدأ عام مطبق في جميع الدول إلى وقتنا هذا، أما أن يهرب لينجو بنفسه ويترك الركاب يغرقون فهذه سمة الجبناء الذين لا يصلحون أن يكونوا قادة، فإذا انتقلنا إلى الأعمال المدنية الوظيفية فإنه يشترط في من يشغل منصبا قياديا كرئيس للعمل على كل المستويات الوظيفية وحتى الرئيس الأعلى أن تكون لديه القدرة على تحمل المسؤولية، وهذا يعتبر أهم معايير اختيار الرئيس، وتحمل المسؤولية هذا لا تجده إلا في الشخص ذي الخبرة في العمل وذي الثقة في النفس، والقادر على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب دون تردد أو اهتزاز أو خوف من المسؤولية المترتبة على هذا القرار، فيكون لديه الاستعداد لمناقشة مسببات اتخاذه القرار وهو واقف على أرض صلبة، أما ذلك الرئيس الذي يتردد أو يهتز أو يخاف من اتخاذ القرار فهو إنسان غير واثق من نفسه، ضعيف الشخصية، مهزوز، لا يصلح أن يشغل موقعا. فؤاد محمد [email protected]