خلط المفاهيم العربية

TT

* تعقيبا على مقال خالد القشطيني «الفساد هو الحل والفشل هو الأمل»، المنشور بتاريخ 31 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: يلومنا البعض عندما لا نؤيد الأحزاب التي تسمي نفسها إسلامية، ويتصورون أننا ضد الإسلام! وهذا الخلط في المفاهيم هو الخطر الكبير الذي يتهدد هذه الأمة، فبسبب قلة الوعي السياسي استطاع «الإخوان» والسلفيون القفز إلى سدة الحكم، وحرموا أصحاب الكفاءات من السياسيين التكنوقراط من فرصة تشكيل حكومات مدنية ذات مناهج علمية قادرة على التعامل مع المعضلات السياسية المتراكمة التي خلفتها الأنظمة السابقة التي حكمت مصر لستة عقود، والحقيقة أننا لا نرى أن في قدرة تلك الأحزاب أن تقود مشروعا واقعيا يتضمن تحقيق منهجها السياسي الذي وعدت به الناخبين، وها هي أولى خطواتهم باقتراض مبلغ من صندوق النقد الدولي، فهل يسمح الإسلام باقتراض الأموال ضمن شروط تلك المؤسسة العالمية التي بناها ويشرف على نشاطاتها غير المسلمين؟ خصوصا أن عليهم الموافقة على شروط الاقتراض التي لا تتماشى مع النظام الإسلامي مع تحمل تبعات ذلك السلوك في الوقت الذي هو نظريا لا يمكن أن يؤدي الهدف الذي تم الاقتراض من أجله، وهذا وحده لدليل على أن «الإخوان» هم حزب سياسي وجزء من عالم هذا اليوم الذي يفرض على من يريد أن يسير في ركب الحضارة الموافقة على قوانينه العامة التي تتناقض مع خطاب الإسلاميين! مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]