السجون.. أصبحت جامعات

TT

* تعقيبا على مقال خالد القشطيني «حذار من بطل السجون والمعتقلات»، المنشور بتاريخ 7 فبراير (شباط) الحالي، أقول: السجون، خاصة في العراق، كانت تعتبر من أرقى الجامعات التي يدخلها هواة السياسة ويتخرجون فيها بعد عدة سنوات محترفين في السياسة والاقتصاد وفي مجالات مختلفة أخرى، والسبب هو انصرافهم اليومي الكامل لمطالعة الكتب والنشرات في مختلف المواضيع، ومناقشتها لاستيعابها، وكانت السلطات العسكرية الجاهلة الحاكمة تعيدهم إلى السجون دائما خوفا من أن يعمل هؤلاء على تأليب المجتمع عليهم، والكثير منهم عاش ومات في السجون، وكل عراقي يعرف سجن نقرة السلمان في جنوب العراق أو على الأقل سمع به وبمن دخله وتخرج فيه. أتمنى أن لا تبخس حق أولئك الذين قدموا حياتهم قرابين للعراق في سجونه الرهيبة.. نعم هناك أيضا من دخل السجون وهو يفقه القليل من السياسة وخرج منها بعد فترة يجهلها تماما، بل وجاهل بكل شيء بسبب كثرة الأكل والاستغراق بعده في نوم عميق انتظارا ليوم الفرج.

سامي البغدادي - إيطاليا [email protected]