المالكي.. ومواقفه المتضاربة

TT

* تعقيبا على خبر «المالكي يشن هجوما على (شركاء سياسيين) عشية الاجتماع الثاني للجنة المؤتمر الوطني»، المنشور بتاريخ 12 فبراير (شباط) الحالي، أقول: لا أعتقد أن مسؤولا كبيرا يمكن أن يصرح بمثل هذا الحديث اللامسؤول الذي صرح به المالكي! خصوصا عندما يدعي أن إقامة الأقاليم سوف تتسبب في حدوث حروب داخلية! إذ إن هذا الكلام يفهم منه تهديد البعض وتحريض آخرين على إشعال نار فتنة داخلية. ونظرا لما لهذا الزعم من خطورة على حاضر ومستقبل العراقيين، فقد توجب على البرلمان استدعاؤه ومحاسبته على هذا الموقف غير البناء.. كان عليه بدلا من ذلك أن ينتبه إلى تقصيره المتعمد أو قلة خبرته، وهي السبب في مطالبة بعض المحافظات بإقامة الأقاليم، خصوصا أنها حق دستوري. أما الحديث عن تدخل دول الجوار، فالواقع والمنطق يقول وبشكل قاطع إن الجهة الوحيدة التي ثبت تدخلها في الشأن العراقي هي إيران، وليس هناك دليل أو منفعة أو حاجة لأية دولة أخرى في المنطقة للتدخل. لذلك، فإن توجيهه الاتهام لـ«العراقية» هو كالذي يتحدث إلى المرآة.. عليه أن يطمئن دول الجوار العربية على أنه لن يسمح للاستعمار الإيراني الذي فتح له باب العراق على مصراعيه بالتحرش بهم أو التآمر عليهم أو تحريك عملائه لإثارة فتن داخلية طائفية في دول تعودت الاستقرار، كما عليه أن يفهم أن لـ«العراقية» الشريكة معه في الحكم حق الشراكة، وأنها لن تقبل أن تكون تابعه لأهوائه.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]