الأسد.. يحلم بدولة بلا شعب

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «الأسد وإيران والعراق و(القاعدة) ضد السوريين»، المنشور بتاريخ 13 فبراير (شباط) الحالي، أقول: فقط الدولة الفاشلة التي ترضى أن تعيش مختبئة وراء دروعها، لأنها دولة بلا شعب كالنظام الديكتاتوري في سوريا، ولأنها جعلت من شعبها عدوا تطلب منها أن يرتد سلاحها إلى الداخل لقتل شعبها، يفوز رؤساء الدول الفعلية بثقة شعوبهم ومحبتهم ونشر الأمن والطمأنينة بينهم، فيتحولون للعمل والعلم والإنتاج، أما طاغية سوريا فقد استمد قوته من قدرته على قهر شعبه وقتله، ليس هذا فحسب بل طلب النجدة من دول طامعة لا يهمها أمره ولا أمر شعبه، ولكنها تسعى وراء هدف أبعد من ذلك وهو سوريا ذاتها لتكون مركز انطلاق للهيمنة على باقي المنطقة العربية، التي بحسب موازين القوى العالمية منفردة لا تملك القدرة على مواجهة هذا المد الذي لن يقف عند حد، الأقطار العربية كلها أعيد تشكيل أنظمتها لتضع حلولا للأزمات قبل وقوعها لحماية شعوبها بتلبية ولو الحد الأدنى من مطالبهم ومتطلباتهم لترضيهم وتهدئ من روعهم، وتزيل مخاوفهم، وأدركت أن التصالح مع الشعب أفضل ألف مرة وأسلم من تحديه ومواجهته، ولكن الأسد بطبعه الذي نشأ وتربى عليه لا يعرف غير البطش بمن لا يرتاح إليه.

عبد الله إسماعيل - فرنسا [email protected]