الرشد السياسي

TT

* تعقيبا على مقال محمد صادق جراد «مصر وأميركا.. وأزمة بين الحلفاء»، المنشور بتاريخ 26 فبراير (شباط) الحالي، أقول: حليف مصر الوحيد هو مصر وحدها. وأهم عنصر في هذا الحلف هو أن تكون مصر نفسها وتفعل قدراتها وتخرج من ضيق أي حزب أو جماعة أو مؤسسة أو فرد إلى الساحة الواسعة لشعبها، فتجعله سيد قرارها ومرجعية سياستها وشرعية كل من تصدى للعمل السياسي فردا أو تنظيما؛ فمشكلة مصر الحقيقية في أمرين، أولهما: مصري خالص، وقد عبر عنه كثيرون من أبنائها ربما أشهرهم جمال حمدان في موسوعة «شخصية مصر»، ألا وهو استبداد السلطة اللامسؤول، والأمر الثاني: هو تداخلات قوى السيطرة الخارجية التي لا تستطيع أن تعوقها وتكبل شعبها وتمتص طاقاته؛ إلا بسبب تكبيل الاستبداد الداخلي له، حتى لو زعم البعض أنها أحيانا تكون سلطة وطنية جدا. لا أفهم كيف ينعقد لواء الوطنية على جبين من يجلب عار الهزيمة والفقر والمهانة لوطنه ثم يخلد في العالمين؟ أما عن اليابان فهي في رباط عضوي مع أميركا تتشكل سياستها الخارجية من خلاله، مما يستبعد أي تحالف معها خارج إطاره. أما الصين فهي في المنطقة وصراعاتها بما قد لا يستبعد ربما تنافرا معها لا تضافرا. وحاجة مصر ليست للمال، لكن للرشد السياسي وإحكام إدارة شؤون المجتمع من أجل الوطن ومصالحه العامة بالديمقراطية إن وجد! جلال الدين حبيب [email protected]