نيويورك .. كارثة الإيرباص 300 هل كان وراءها إرهاب مدبر أم أنها فاجعة أخرى؟

TT

أثار سقوط طائرة «أميريكان إيرلاينز» إيرباص 300 فوق منطقة كوينز في مدينة نيويورك، صباح الاثنين الماضي، الذي أودى بحياة جميع ركاب الطائرة البالغ 246 مضافا إليهم 9 من طاقم الطائرة، وعدد غير معروف من سكان المنطقة، العديد من التساؤلات على مختلف المستويات لمعرفة أسبابه، خاصة بعد كوارث 11 سبتمبر (أيلول) التي هزّت المجتمع الأميركي برمته.

وبالنسبة لاحتمال تفجير الطائرة عمداً، فإنه من السابق لأوانه الجزم بتأييد أو نفي وقوع التخريب، وسيمكن التقاط «الصندوقين الاسودين» (وبالمناسبة فإن هذين الصندوقين ليسا أسودين، بل إن أحدهما رمادي اللون والآخر برتقالي)، من قراءة المعلومات التي سترشد المحققين للأسباب الحقيقية التي أدت إلى السقوط.

ويشير انفصام المحرك الأيسر وسقوطه بعيدا عن موقع سقوط بقية جسم الطائرة، مبدئيا إلى عدم وجود انفجار داخل جسم الطائرة نتيجة وضع عبوات ناسفة فيها أو في مستودعات الأمتعة التي تقع أيضا في الجزء السفلي من الجسم، إذ لا يوجد على جناحي طائرة الأيرباص 300، والغالبية العظمى من الطائرات التجارية، غير مخازن الوقود. إذن، وحسبما تشير التقارير الأولية فإن محرك هذه الطائرة يكون قد انسلخ بكامله من صواميل ربطه بجناح الطائرة مثلما حدث لهذه الشركة نفسها «أميريكان إيرلاينز»، حينما تعرضت إحدى طائراتها من طراز دي سي 10 بعيد إقلاعها من مطار أوهير بمدينة شيكاغو قبل ما يقرب من العشرين سنة في ظروف قد تكون مشابهة لكارثة الإيرباص موضوع البحث.

وإذا استبعدنا فرضية نسف الطائرة بالمتفجرات، فهل يعني ذلك انتفاء عامل التخريب؟ الجواب: كلا، إذ قد يكون المخربون لجأوا لأسلوب آخر وهو، على سبيل المثال، فك معظم صواميل ربط المحرك بالجناح والإبقاء على بعضها لكي تتكسر هذه البقية القليلة بعد الطيران مباشرة نتيجة ثقل المحرك والاهتزازات التي ترافق الإقلاع عادة.

بعد هذا، هل من الممكن أن يكون سبب سقوط المحرك هو وجود شقوق داخلية إما في قاعدة ربط المحرك أو في صامولات الربط؟ الجواب: نعم، هذا الاحتمال وارد وممكن الحدوث، وقد يضاف إليه الإهمال في أعمال الصيانة ربما يكون هذا المحرك قد صُدم بجسم آخر ـ والطائرة ما زالت جاثمة في المطار ـ من قِبل واحدة من الحافلات وسيارات الصيانة التي تحوم حول الطائرة من سيارات نقل الوقود وعربات نقل الأمتعة والطعام وحتى سيارات تفريغ أوعية حفظ فضلات المرافق الصحية.. وقد تصدم واحدة من هذه المركبات أحد محركات الطائرة وقد يخشى الشخص المسبب لهذا الحدث الإبلاغ عنه خشية أن يطاله العقاب. وفي هذه الظروف، وإلى أن يتم الكشف الدقيق على حطام الطائرة من قبل المختصين في وكالة سلامة الطيران المدني الأميركي، فسوف يكون من المتعذر على كائن من كان أن يعلن بشيء من اليقين أسباب حدوث هذه الكارثة.

نعود الآن لنلقي الضوء على سؤال كثيرا ما يتردد على الألسن وهو: هل كان بإمكان الطيار الاستمرار في التحليق بمحرك واحد والهبوط بالطائرة اضطراريا؟، والجواب على ذلك هو أنه بإمكان الطيار أن يستمر في التحليق والهبوط بالطائرة إذا تعطل واحد من محركيها الاثنين شريطة أن يبقى هذا المحرك في محله. أما إذا انسلخ هذا المحرك الذي يتجاوز وزنه 1000 كيلوجرام فجأة، فإن ذلك يسبب خللا فجائيا في توازن الطائرة فيندفع الجناح الذي نزع عنه المحرك إلى الأعلى بعنف، بحيث لا يستطيع الطيار، أي طيار على الإطلاق، أن يعيد الطائرة إلى وضعها الأفقي وتجنب الانهواء الذي لا مفر منه لتسقط الطائرة على الأرض وتصبح كتلة هائلة من النيران والدخان نتيجة احتراق وقودها الذي يربو على الـ 100 طن عند الاقلاع وليلقى ركابها أجلهم المحتوم.