اختنق الصوت بوجع الثورة

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد، المعنون بـ«عام على ربيع العرب»، المنشور بتاريخ 14 مارس (آذار) الحالي، أقول: ثورات الربيع العربي أضافت أبعادا جديدة للشعوب العربية التي كانت متعطشة لنسيم الحرية منذ زمن بعيد، ولكن للأسف هذه الشعوب كانت متفائلة أكثر من اللازم بشأن التغيير والإصلاح إلى الأحسن والأفضل، فلو تفحصنا حالة مصر لوجدنا أنه بعد خلع مبارك وعصابته عن حكم مصر لم يتخيل الشعب المصري الحجم المرعب للفساد داخل مؤسسات الدولة المصرية، وأيضا لم يتخيل الشعب كيف نجحت الثورة المضادة التي يقودها الكثير والكثير الآن في مصر في إخماد روح الثورة في الشعب المصري الآن، لسبب بسيط، أن هناك مخططا محكما مدروسا بعناية فائقة لجعل الشعب المصري يندم على هذه الثورة، وهذا ما حدث بالفعل الآن، فحجم البلطجة المنتشر في شتى أنحاء مصر والتهاون والتراخي الأمني المتعمد خير دلالة على ذلك، وكذلك كمّ المشكلات المفتعلة للشعب المصري في كل كبيرة وصغيرة في حياته اليومية منذ أن يفتح عيونه في الصباح إلى أن ينام مغموما ومهموما بكيف يوفر أنبوبة بوتاغاز لبيته وأيضا قوت أولاده، بخلاف حالة عدم الأمن والأمان التي جعلت هذا الشعب البسيط يسخط على الثورة ومن قام بها، وجعلته يقول: «ما كنا عايشين ومسترحين، هم بيسرقوا وإحنا نأكل»، وهذا في رأيي سوف يسبب مشكلة أكبر في المستقبل.

محمد شاكر محمد صالح - السعودية [email protected]