العالم يشجب ويصدر البيانات.. ثم ينام

TT

* تعقيبا على خبر «إجماع دولي على إدانة انقلاب مالي ودعوات للعودة إلى الشرعية»، المنشور بتاريخ 23 مارس (آذار) الحالي، أقول: من واقع تجاربنا المريرة مع الانقلابات في المنطقة عموما، وفي السودان على وجه الدقة، فإننا نحكم مسبقا بفشل الانقلاب وندينه بأقصى العبارات، خاصة أنه يأتي في 2012 وبعد التغييرات الديمقراطية الكبيرة والتاريخية التي تشهدها المنطقة - الأنظمة التي أطيح بها كلها تقريبا انقلابية. الانقلابيون حججهم سخيفة، وهم دائما ما يضاعفون المشاكل التي يوردونها مبررا للانقلاب، ويأتون بمشاكل أخرى عويصة. جاء انقلاب البشير بحجة عجز الحكومة الديمقراطية عن حسم التمرد، فاستطالت الحرب 20 عاما وتعمقت وانتهت في النهاية هذه النهاية الكارثية - الانفصال وانقسام الوطن إلى دولتين - واشتعلت حروب أخرى ليس معروفا كيف ستنتهي هي الأخرى! للاتحاد الأفريقي قرار يدين أي انقلاب عسكري - على نظام منتخب - ويرفض الاعتراف به. والجديد في أمر الانقلابات أن الانقلابيين أنفسهم صاروا يبادرون بتأكيد عودة الديمقراطية والحكم المدني، وصار العالم كله يصدر بيانات تدين النظام الجديد وتطالبه بالعودة الفورية للنظام الدستوري! عبد الماجد عبد الرحمن - السعودية [email protected]