القتل حسب الانتماء

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «إنه الأسد.. فاصل ونواصل!»، المنشور بتاريخ 4 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: نجح الأسد في احتكاره القوات المؤثرة على الساحة السورية وتنويعها بحيث تنعدم الثقة بين عناصرها، فلا يبقى أمامها إلا الطاعة وتنفيذ الأوامر، كما نجح في رسم خريطة للمدن والضواحي والأرياف وصنف سكانها من حيث مكوناتهم ودرجة ولائهم أو عدائهم لشخصه وعائلته، بحيث إنه كما شاهدنا إلى حد كبير تم تفريغ المدن من سكانها وتدميرها بحيث تصبح عودة سكانها إليها مسألة مستحيلة لسببين؛ الأول أن معظمهم ماتوا أو اعتقلوا أو هاجروا، والثاني أن إعادة إعمارها مسألة صعبة مشروطة منتقاة بحسب درجة ولائها وانتمائها، أما العامل الآخر والمهم أن الثورة ألصقت بها صفة المعارضة الحضارية التي لا تملك غير صوتها وصدرها العاري، وفوق ذلك لازمتها تهمة احتوائها على عناصر مسلحة مندسة تتخذ من الشعب ساترا، مهمتها قتل الأبرياء من الشعب وتدمير المنشآت العامة، وبهذا، ووفقا لهذا المنطق المغلوط، تصبح الحملة التي يشنها الأسد على الشعب مبررة! وقد أبدع الأسد وبطانته باللعب على هذا الوتر الذي به أحبط كل المساعي العربية والدولية.

عبد الله إسماعيل - فرنسا [email protected]