* تعقيبا على مقال عادل الطريفي «هل تتعرض الدولة المصرية للإفلاس؟»، المنشور بتاريخ 11 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: المصارحة بالحقيقة بداية لمواجهة المشكلة، وفي مصر ركز جانب من قاموا بالمظاهرات وقلبوا النظام أنهم عملوا ما عليهم ولم يقدموا حلولا غير مجموعة من المظاهرات والاعتصام والتحريض على العصيان المدني بدعوة أن تلك الأفعال هي ثمار ونتائج الحرية فتوقف العمل والاقتصاد ولم يصارحوا أنفسهم بأنهم يضعون البلاد على حافة الانهيار الاقتصادي وانهيار الأمن، بل انهيار منظومة الدولة نفسها، في ظل تأثير محدود على المزاج العام الذي اكتفى بالفرجة على المظاهرات كأنها مونديال كرة القدم الذي لا نشترك فيه إلا كل 60 عاما، وعلى الجانب الآخر تفرغ التيار الديني للاستيلاء على الحكم مستغلا العواطف الدينية الجياشة للشعب المصري مع جهل سياسي، فسقط البرلمان في أيديهم وضمنوا التشريع لتحقيق حلمهم بتطبيق الشريعة، ونسوا أن هناك قضايا اقتصادية واستحقاقات سياسية تفوق تلك الأمور بمراحل رهيبة، ثم شرعوا في سرقة الدستور بنفس أسلوب الاستيلاء على البرلمان، وعندما لاحت في الأفق ملامح العجز عن السيطرة على الحكومة شرعوا في السعي إلى الرئاسة ضمانا لتحقيق أجندة لن توفر العيش للمصريين لندخل في نفق الإفلاس المظلم.
د. ماهر حبيب - كندا [email protected]