روسيا والبحث عن الزعامة

TT

* تعقيبا على خبر «موسكو توفد سفنها للإبحار بشكل دائم على مقربة من الشواطئ السورية»، المنشور بتاريخ 14 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: ها هي روسيا تقف من جديد ضد قرار أممي بإرسال مراقبين دوليين إلى سوريا، فروسيا لديها اعتراضات على المشروع المقدّم من بعض الدول، فأعيد المشروع لكي يعدّل وتؤخذ الاعتراضات الروسية بعين الاعتبار، ولكن هذا لم يعجب ويرض غرور الروس، لأنهم يريدون أن توضع جميع اقتراحاتهم واعتراضاتهم في المشروع، فقررت روسيا أن تتقدم بمشروعها الخاص حول سوريا، وهذا لم يعجب الجانب الأميركي تماما، فقررت الولايات المتحدة أن تعمل مشروعا معدلا جديدا تأخذ فيه الاعتراضات والاقتراحات الروسية بعين الاعتبار، دائرة شيطانية تدور في مجلس الأمن، ومشروع أي قرار بشأن سوريا يصبح كلعبة كرة قدم تتقاذفها أرجل الدول الكبرى، بينما النظام السوري يأخذ نفسا عميقا ومزيدا من الوقت لسحق المعارضة ولقتل مزيد من الشعب. الاعتراضات الروسية تتلخص في ألا يكون عدد أعضاء فريق المراقبين الدوليين أكثر من ثلاثين شخصا «وهذا العدد لكل أنحاء سوريا»! وألا يكون بحوزتهم أسلحة حتى للدفاع عن أنفسهم، وهذا يعني أنهم سيكونون بحماية النظام السوري وتحت مراقبته الدائمة، وأن توافق دمشق أولا عليهم فردا فردا! والأهم من هذا كله، وذاك هو أنه في حال رصد المراقبون أي خرق لإطلاق النار، فيجب ألا يتبنى مجلس الأمن أي قرار يدين النظام السوري! عصام حلبي - فرنسا [email protected]