مسلمون بلا إسلام

TT

* تعقيبا على مقال زين العابدين الركابي «اليابانيون يسبقون المسلمين إلى تطبيق مبادئ الإسلام!»، المنشور بتاريخ 14 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: عندما ذهب محمد عبده في القرن الماضي إلى أوروبا، أخبرنا أنه وجد إسلاما من غير مسلمين، وهذا توصيف نتفق عليه بشكل كبير، حيث الصدق والأمانة وحب النظام والعمل، وإشغال أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، وما إلى ذلك من القيم التي أوصى بها الإسلام، ولكننا لا نطلق عليهم مسمى مسلمين، لأنّهم لا يؤمنون بالشهادتين التي هي أول ركن من أركان الإسلام، وهذا لا يعني أننا نناصبهم العداء، فنحن معجبون بتقدمهم ونستفيد منه في شتى المجالات، حتى إننا نأخذ منهم ما ينفعنا وما لا ينفعنا، رغم أن شعارنا «لكم دينكم ولي دين»، وها هو المقال يشيد بمبادرة اليابانيين الذين جاؤوا للتعارف علينا وعلى غيرنا لما في ذلك من فوائد في التعامل مع الثقافات الأخرى، وهذا شيء يؤخذ لهم، وقد يشحذ هممنا لمحاكاتهم، لأن الله يقول في محكم آياته من سورة الحجرات «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» الآية 13. وحيث إن الشيء بالشيء يذكر، فإنني شخصيا أعرف رجلا من أهل الكتاب يحفظ القرآن عن ظهر قلب، وهنالك كثيرون مثله يدركون فائدة التحاور مع أصحاب الديانات الأخرى، وليت المسلمين يعملون على الاطلاع على كتب ديانات الغير، إضافة إلى القرآن ليحاجّوا به الأمم.

حسان عبد العزيز التميمي - السعودية [email protected]