* تعقيبا على خبر «السودان يحتفل باستعادته منطقة هجليج.. وجنوب السودان يؤكد مواصلة انسحابه منها»، المنشور بتاريخ 22 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: الدولة السودانية كرست هذا الوضع عندما خرجت من قوى الإجماع الوطني وساهمت في عملية حل التحالف الوطني العريض والتجمع الوطني المعارض، وعندما لم تحترم رغبة الأغلبية الشعبية في الشمال والجنوب الرافضة للانفصال وتقسيم البلاد وكرست قانونيا وضعا يجعل من تمددها في شمال البلاد من الأمور المحرمة، وبطريقة يستحيل الدفاع عنها كما كان في الماضي، فرد فعل الشارع الشمالي على احتلال تلك المنطقة كان واضحا، بل جدد دماء النظام ومنحه نصرا سياسيا وإعلاميا. نتمنى أن لا تغرق حكومة الخرطوم في طوفان الاحتفالات وتنسى حقيقة الموقف السياسي على الأرض بكل احتمالاته، وتظل قضية الفراغ السياسي المعارض وعملية الاتفاق على صيغة إجماع وطني قائمة بطريقة قد تنفذ من خلالها أجندة تحول البلاد إلى سوريا أخرى.
محمد فضل علي - كندا [email protected]