العولمة هي السبب

TT

> تعقيبا على مقال أمير طاهري «فرنسا تواجه عالم ما بعد القومية»، المنشور بتاريخ 11 مايو (أيار) الحالي، أقول: العولمة أو ذوبان القومية في مجتمع ما هي من علامات الهرم الذي يترافق أحيانا مع درجة من النضج القيمي، وقد أشار إلى هذه الفكرة أرنولد توينبي، كما أشار ابن خلدون إلى الوجه المقابل للفكرة وهو ضرورة وجود درجة من التعصب للفئة الغالبة على الحكم كي يستمر العمران والتقدم، فما يحدث في المجتمعات الغربية الآن هو من علامات الهرم المرافق للنضج، وبالمناسبة النضج والهرم صنوان في الطبيعة وفي الإنسان، فهرمونات نضج الثمار هي نفس هرمونات الهرم في النبات، الملاحظة الأخرى أن فكرة القومية شرط يلتقي عليه المجتمع ليشعر بنفسه ويسعى لتحقيق ذاته، والقرآن في رأيي يبرز هذه الفكرة بقوة ويخاطب الناس بقوميتهم وعرقهم، وليس بانتمائهم الديني، فبنو إسرائيل نودوا بأبيهم «يا بني إسرائيل» وللعرب قال «ملة أبيكم إبراهيم» ومعارضة الإسلاميين العرب للقومية كانت جهلا بالدين بفعل قرون الضياع التركية التي شوهوا بها الدين ليستمر حكمهم.

علي راضي أبو زريق - فرنسا [email protected]