ربما يكون شفيق هو الحل

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «هل بدأ تحجيم (الإخوان) بمصر؟»، المنشور بتاريخ 26 مايو (أيار) الحالي، أقول: أسوأ ما في الأنظمة الشمولية هو قيام الديكتاتور الحاكم الفرد بتجيير الدولة لصالحه بالكامل، فيحرم التفكير ويفرغ المجتمع من أي نشاط سياسي أو فكري، فيصاب المجتمع بالأمية السياسية، وعندما يسقط الديكتاتور فجأة يترك وراءه مجتمعا فارغا إلا من بعض الناشطين السياسيين الذين لو كان لهم وزن حقيقي لما تركهم الديكتاتور، لذلك فالذي حدث في العراق وكل الدول التي انتخبت حكامها بصورة ديمقراطية بعد إسقاط أنظمتها، أن الشعب لم يجد أمامه إلا أولئك فانتخبهم ليحكموا ويعيدوا حقوق المواطن وكرامته، لكن ما إن أصبحوا في موقع المسؤولية، حتى ظهرت حقيقتهم التي هي كلها عيوب، وأقلها انعدام الخبرة السياسية، لذلك فقد سقط العراق إلى هاوية عظيمة عندما تولت الأحزاب الدينية التي خلفت صدام، والأمر نفسه حدث في تونس، ولولا التربية الليبرالية التي غرسها بورقيبة في المجتمع التونسي لانهارت الدولة، أما مصر فسلوك أعضاء البرلمان بعد وصولهم إليه جعل جرس الإنذار يدق لدى الشعب، بعد أن راقب «الإخوان»، بمجرد وصولهم البرلمان، وكيف أنهم بدأوا يتنصلون من وعودهم، لذلك فإن الأغلبية اقتنعت بأن مصر في حاجة إلى الخبرة السياسية، وهي مع نظافة الذمة المتوفرة ربما في أحمد شفيق.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]