* تعقيبا على مقال علي إبراهيم «مصر: محاولة للفهم»، المنشور بتاريخ 29 مايو (أيار) الحالي، أقول: هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية تقتسم الوضع السياسي في مصر، الاتجاه الأول هو التيار الديني بجناحيه الإخواني والسلفي، ويسعيان إلى دولة دينية تطبق الشريعة وتصبغ الدولة بصبغة دينية تماما، كما هو الحال في إيران والصومال، ويمثل هذا الاتجاه مرشح «الإخوان» محمد مرسي، الاتجاه الثاني هو طالبو الاستقرار وعودة الحياة في شرايين الاقتصاد والساعون لدولة المواطنة التي لا تفرق بين مصري وآخر، وتساوي الجميع في الحقوق والواجبات، سواء كان تحت حكم مدني ديمقراطي أو حتى تحت حكم عسكري مدني، ويمثل هذا الاتجاه شفيق، الاتجاه الثالث ويمثله شباب المجتمع، وهم يسعون لدولة ديمقراطية، وقد ترى أغلبية هذا التيار بحتمية مدنية الدولة، ولكن هناك جزءا غير قليل من هذا التيار يحلم بدولة دينية ديمقراطية، ومن هذا المنطق سيحدد انحياز التيار الثالث لأحد التيارين الآخرين شكل الدولة، فلو استطاعوا أن يتجاوزوا فشلهم في تحقيق الأغلبية وأن ينظروا بعين الحكمة للحفاظ على مدنية الدولة، لا أن يسلموها لتيار ديني لن يستطيعوا التعامل معه مستقبلا، فسيثبتون للجميع مقدرتهم وإصرارهم على تطوير المجتمع حتى وهم خارج السلطة، وحتى تأتي السلطة إليهم.
د. ماهر حبيب - كندا [email protected]