النظام السوري ومستقبله المظلم

TT

* تعقيبا على مقال عادل الطريفي «هل تحولت سوريا إلى دولة (فاشلة)؟!»، المنشور بتاريخ 30 مايو (أيار) الماضي، أقول: إن معالجة الأزمة السورية من دون إجراء تغيير جذري في هيكلية النظام والسلطة يبدو ضربا من الأوهام، لأن حجم الفجوة بين النظام والشعب يزداد مع كل إنسان يُقتل. وفي البداية كان النظام يرفض تدويل أزمته، وقد حاول أن يبرهن للمجتمع الدولي أنه لم يهن نتيجة تصاعد غضب الشعب، لكن مع مرور الوقت أخفق النظام في محاولاته، لأنه منذ اللحظة الأولى تبنى الخيار الأمني، وربما أن الأمر ما كان سيصل إلى هذه الدرجة من الخطورة والتأزم وانعدام الثقة بين النظام والشعب لو بادر الرئيس السوري بزيارة مدينة درعا عندما اندلعت شرارة الاحتجاجات في هذه المدينة لأول مرة، واستمع إلى أهلها وقام بإصلاحات جذرية في بنية النظام بدلا من الاعتماد على الحل الأمني، والاستخدام المفرط للقوة أدى إلى أن فقد الجيش هيبته لدى معظم الشعب، لأن مهمة الجيش ليست القضاء على الشعب وإبادته، إنما دور الجيش هو الدفاع عن الوطن وحماية المواطن وحفظ كرامته. وما يزيد المشهد السوري قتامة هو تشتت الأطراف المعارضة ونزاعها الآيديولوجي حتى قبل أن يذوق أي منها طعم السلطة. ويبدو أننا نحتاج إلى الثورة في عقولنا ونسق تفكيرنا.. إذا نجحنا في ذلك فإن تغيير الأنظمة سيكون أمرا سهلا وبديهيا.

كه يلان حنفي - العراق [email protected]