الدولة الدينية حلم «إخوان مصر»

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «السؤال المصري خطأ!»، المنشور بتاريخ 30 مايو (أيار) الماضي، أقول: ليس بوسع «الإخوان» بعد نتائج الانتخابات أن يفكروا في دولة دينية، فمع كادرهم وتنظيماتهم الحرفية لم يستطيعوا إلا الحصول على ربع أصوات الشعب المصري مع ربع آخر للفلول حسب تسميتهم، أي أن 50 في المائة من الأصوات كانت لحساب المرشحين الآخرين. لا أحد يستطيع أن يمرر قانونا ومشروعا لا ترضى عنه الأغلبية من شباب الثورة في ميدان تحريرهم، فمصر اليوم عادت إلى ما كانت عليه قبل 25 يناير (كانون الثاني)، فمرسي وشفيق، أي الإخوان والعسكر، يتصارعان لاختطاف المنصب، وهو صراع مضى عليه 55 عاما، فكان الفريقان شريكين أحيانا كثيرة ومختلفين قليلا، إلا أن هدفهما هو التسلط، فعبد الناصر انقلب على نجيب مثلما انقلب الباقوري والغزالي على الهضيبي. مبارك سمح لـ«الإخوان» بأن يكونوا دولة داخل الدولة فسمح لهم بشركاتهم وبنوكهم ومدارسهم ومستشفياتهم وتنظيماتهم المحلية والإقليمية وسمح لهم بـ88 مقعدا في مجلس الشعب، ولم تكن تسميتهم بالمحظورة بدلا من المحظوظة إلا من باب الفرفشة. الوعود التي يقدمها شفيق قد يصدقها البعض، أما وعود «الإخوان» فمسألة فيها نظر بعد نقض عهودهم حول مجلس الشعب وعدم ترشحهم للرئاسة واللجنة الدستورية.

كاظم مصطفى - أميركا [email protected]