إبراء الذمة

TT

* تعقيبا على خبر «نائب المرشد السابق لـ(الإخوان) بمصر: نسعى لتكوين جماعة بديلة لا تمارس السياسة»، المنشور بتاريخ 31 مايو (أيار) الماضي، أقول: حديث هذا الرجل نوع من إبراء الذمة من مسؤولية جسيمة وخطيرة ومقترحه هذا خير من الفشل المزدوج في أمور الدين والدنيا معا بواسطة ممارسات هذا التنظيم وتجاربه المحدودة في الحكم؛ ولكن الموقف على الأرض يجعل من تصورات إصلاحية مثل هذه تنسجم مع مقاصد الدين أمرا عسيرا في ظل الواقع الراهن وانفتاح شهية هذا التنظيم لابتلاع كل المنطقة، متقدمين الصفوف دون أي إنجاز يذكر على صعيد الدين نفسه، الذي يتخذونه عنوانا لهم، مضافا إليه سجل خال من أي إنجاز دنيوي لصالح الإنسان المسلم بل على العكس، فقد جعلوا الفتاوى الشرعية التي كان يتهرب من تحمل تبعاتها أهل العلم والاختصاص من العلماء أصبحت تتساوى مع تراخيص قيادة السيارات والتراخيص التجارية الأخرى، وأصبحت تستخدم من أجل الكسب والمزايدات السياسية على العكس مما أرادها الله، وآخر إسهام من هذا النوع حديث الشيخ القرضاوي وفتواه بحرمة التصويت لصالح المرشح الرئاسي المصري أحمد شفيق، وفق الله هؤلاء العلماء الأجلاء في مسعاهم ومهمتهم لإبراء ذمة الإسلام والمسلمين.

محمد فضل علي - كندا [email protected]