> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «رتابة القتل»، المنشور بتاريخ 1 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: ليست الحروب هي التي تبلد الذهن والإحساس، وإنما تلك الأنظمة الشمولية التي ابتلينا بها، بل ساعدنا بجهلنا وعدم شعورنا بالمسؤولية في مجتمعاتنا على استمرار وجودها للتنكيل بنا. روح النفاق والكذب وانتشار الفساد كلها ساعدت في نمو التبلد الذهني لدينا، إلى جانب عدم الإحساس بالانتماء للوطن أو العيش ضمن إطار مجتمع يميز بين الحق والباطل والغث والسمين والخير والشر. كنت مارا في أحد شوارع دمشق وقد عقدت الاحتفالات وأقيمت الدبكات، وصدقني لا أدري بأي مناسبة، لكننا مهزومون. خرج من باب الوزارة معاون وزير يتأبط صديقا، وقال الصديق على مسمع مني «أين نذهب»؟.. فأجاب المعاون «لا أدري، لكن انظر إنهم يصورون الدبكة أمام الوزارة، وسوف نحاسب إذا لم نكن في الصورة»، ونزع يده من يد صديقه وانخرطا في دبكة وطنية مصورة.
عمر عثمان - الإمارات [email protected]