محاكمة القرن

TT

* تعقيبا على خبر «الحكم على مبارك بالسجن المؤبد»، المنشور بتاريخ 3 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: إنها نهاية مؤسفة وخروج عن خط النهايات السابقة لرؤساء مصر الذين مضوا إلى رحاب ربهم تحيطهم مظاهر التقدير. استهل قاضي المحكمة قراره بحيثيات كانت عبارة عن قطعة رفيعة من الأدب القانوني، وأتت حاوية وجامعة وتضمنت إدانة صريحة لحقبة مبارك دون سواها، وإنصافا واضحا وصريحا لثورة الأغلبية الصامتة في يناير، وهو الأمر الذي لم يرضِ بعض أصحاب الأجندات العقائدية من جماعة الإخوان المسلمين الذين اجتهدوا في توظيف جراح ذوي الشهداء الذين أنصفهم القاضي المعني في حيثيات الحكم. وكونه لم يُدِن بقية المتهمين فهو يتقيد بمهنية احترافية ولا يريد أن يضع نفسه موضع الشبهات بتسييس القضية، ولا يزال الباب مفتوحا قضائيا لمن يريد أن يثبت العكس بطريقة قانونية ومتحضرة. الحكم بالمؤبد ليس بالأمر الهين كما تحاول أن تصوره بعض ردود الفعل، وعلى الدولة المصرية الراهنة أو القادمة أن تعمل على الفصل بين أسر الضحايا وبين من يريدون استعمالهم كورقة سياسية والالتقاء بهم ومواساتهم وتسكين جراحهم وتكريم الضحايا في أشخاصهم.

محمد فضل علي - كندا [email protected]