> تعقيبا على مقال عماد الدين أديب «مصر والاحتكام إلى اللاشيء!»، المنشور بتاريخ 8 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: مرة أخرى هذا وضع طبيعي جدا ومتوقع لبلد ومجتمع عاش طويلا في ظلام الديكتاتوريات، ويعيش في محيط ديكتاتوري عربي وأفريقي، وحكمته أنظمة مستبدة كرست في اللاشعور عنده أن هذه الدنيا لا تؤخذ إلا غلابا! وبأسوأ ما يوحي به هذا المعنى للعقول المرهقة، يا تغلبني يا أغلبك! وكرست في ذهنه أيضا أن الحق لا يؤخذ إلا عبر طريقتين الذراع أو الرشوة! لكننا نحمد الله ألف مرة أن أدوات الصراع في المشهد المصري لم تخرج عن النطاق السياسي والقانوني والسلمي، ولم يلجأ هذا المجتمع الصبور جدا والقوي جدا والغاضب جدا جدا إلى العنف والقوة، وهذه ميزة يجب أن نحمد الله عليها، وشخصيا أعتقد أن من أصعب المهام التي ستواجه أنظمة دول الربيع العربي هي إعادة بناء الإنسان، وعيا وروحا وخلقا، بعد أن طال التخريب الذي أحدثته الأنظمة المستبدة - وبشكل ممنهج - الإنسان نفسه.
مستور سالم - فرنسا sa911sa - @hotmail.com -