ضحايا حرب الشائعات

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «يا غايبين»، المنشور بتاريخ 8 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: إن حرب الإشاعات من أخطر الحروب العصرية وأسوئها على الإطلاق، لأنها تستخدم أسلحة غير مرئية ولا منظورة ولكنها في نفس الوقت أسلحة فتاكة توقع الشقاق بين الناس بأكاذيب وهمية عن أمور لم تحدث، ولكنها تثير الغل في النفوس وتشعل نار الحقد وتدفع للأخذ بالثأر على أمور لم تقع أصلا، وإن كانت الشائعة قد صورتها على أنها وقعت بالفعل وفي هذا المقام يحضرني قول الشاعر العربي «لا يسألون أخاهم حين يندبهم/ في النائبات على ما قال برهانا»، فبمجرد أن يأتي شخص مهرولا ينادي الحقوا القرية الفلانية ستهجم على قريتكم هذا المساء أو أنها قتلت فلانا من أبناء قريتكم، فيهب أهل القرية جميعا حاملين ما أمامهم من أدوات أو آلات قتل ويهاجمون القرية المفترى عليها، ويدمرونها تدميرا، وبعد أن تهدأ الأمور يكتشف الجميع أن ما حدث لم يكن له أي أساس من الصحة، وإنما كان مجرد إشاعة كاذبة أطلقها مغرض سيئ النية ليشعل نار الفتنة.

فؤاد محمد - فرنسا [email protected]