اريتريا.. اللغة الأصلح للبلاد هي العربية أولا والإنجليزية ثانيا وأخيرا

TT

كتب أحمد فرج من الرباط في العدد 8342 صفحة الرأي من جريدتكم الغراء مفضلا التغرينية كلغة رسمية لاريتريا وكأنه لسان حال النظام تماما وعلى طريقة من بيده الحكم يحق له تغيير التاريخ والمبادئ من الامة رأسا على عقب كما يشاء ومن الجملة الاولى يحاصرنا بين خيارين نقيضين يعلم انه محال القبول بهما لاعتبارات كثيرة يعلمها كل مواطن اريتري ولا جدال حول ضرورة اللغة الرسمية للوطن ولكن اي لغة؟ وغير مقبول القفز فوق حقائق التاريخ والاسس التي ناضل وضحى هذا الشعب من اجلها في رؤى واجتهادات فردية.

ولا بد من ذكر بأن ثقافة اللغة العربية تعرضت لهزات عدة باريتريا بداية عام 52 عندما قررت الامم المتحدة وضع دستور فدرالي لاريتريا قامت الطائقة المسيحية بالاعتراض على ان تكون اللغة العربية احدى اللغات المعتمدة رسميا للحكومة وكان التنازع بينهم وبين المسلمين على اشده حتى حسم الامر لصالح العربية تحت مادة 38 من الدستور الفدرالي لم يشأ ذكر هذه الحقيقة بقصد ام بغير قصد.

وعند احتلال اثيوبيا لاريتريا وضمها تم الغاء ذلك الدستور الفدرالي وتم معها الغاء استعمال العربية في مرافق الحكومة والمدارس والاجهزة الاخرى، وكانت تلك هي السبب والشرارة الاولى لاندلاع الغضب العام والكفاح لطرد اثيوبيا من اريتريا بقيادة المناضل عواني.

وكان يعمل بها في الساحة الاريترية وخارجها الى اواخر 1975م حين تسللت عناصر معادية للثقافة العربية داخل قوات التحرير الشعبية يقودها افورقي رافعة شعار «نحن واهدافنا» وانشقت هذه المجموعة من قوات التحرير الشعبية وانعزلت وكونت تنظيم الجبهة الشعبية الحالية ومن يومها حلت اللغة التغرينية محل العربية وفرضت رسميا كلغة للدولة. وهي لغة شريحة معينة من الطائفة المسيحية في المرتفعات مصدرها الجنز وتعتبر من اللغات الميتة ولا يتداولها داخل اريتريا الا تلك الطائفة الملاصقة لاقليم تغراي المجاور تحديدا لتواصلهم القومي والديني واللغوي. ولا يفهم مغزى اقحام لهجة التغري في هذا المضمار مع انه كان قد سبق الحكم عليها حين قال انها لا تنافس التغرنيا لافتقارها للحروف الخاصة بها وانها لهجة من لهجات في طريقها للانقراض.

ونسبة 80% التي ذكرها من الشعب الاريتري ينطق باحداها ليست دقيقة، لكن المعروف ان من يفهم التغري او التغرنيا لا تفوته الثانية بحكم ان مصدرهما الواحد وانتشارهما يظل محدودا في مناطقهم المعينة ولا تتداول في معظم مناطق اريتريا، كما زعم وان كان النظام يفرض التغرنيا فرضا ويشجع الثانية لصرف الناس عن اللغة العربية وكلاهما لا يصلحان كلغة للوطن لان الهيمنة من طائفة او شريحة بعينها لا يمكن قبولها من الشعب الاريتري والاصلح والمقبول من الجميع هو العربية اولا والانجليزية ثانيا واخيرا. الا توافقني على هذا؟.