> تعقيبا على مقال رضوان السيد «مصر والانتقال الصعب.. وربما المستحيل»، المنشور بتاريخ 22 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: الوضع الكارثي في مصر ناتج عن أنانية شديدة وغرور من أطراف المعادلة السياسية في مصر، فالمجلس العسكري حاول أن يتجنب مصير الشرطة بأن وقف في صف المتظاهرين وساند سقوط النظام ثم عمل على تثبيت هذا الوضع بالصفقات السرية مع «الإخوان» وهي القوى المنظمة الوحيدة في مصر، أما «الإخوان» فوجدوها الفرصة الذهبية لاقتناص مصر وضمها إلى تنظيمهم العالمي بحيث تتحول مصر لجزء من التنظيم يحكمه المرشد ويأتمر بأمره، وقد ساعدهم في ذلك رغبة المجلس العسكري في استخدامهم لتهدئة الأمور، وكذلك لانتشار الجهل بالديمقراطية واقتصاره على صندوق انتخابي تحكمه أغلبية لا تقرأ ولا تكتب، هذا بالإضافة للجهل السياسي المنتشر حتى في وسط من يسمون بالنخبة السياسية، أما الكارثة الحقيقية فتمثلت في من يسمون شباب الثورة الذين كانوا بلا رأس، فصاروا تكوينا هلاميا يعوق أي شيء حتى لو كان في مصلحتهم، وقد رأينا كم ساندوا وتحالفوا مع أنصار الدولة الدينية نكاية بمن رفعوا راية الدولة المدنية بحجة عدم خروجهم من ميدان التحرير، وهو فصل غريب لقوى الشعب، ناسين أن هناك حزب الكنبة الذي يفوق أعدادهم بمراحل، لكنهم صامتون خوفا وحزنا على مصر.
د. ماهر حبيب - كندا [email protected]