طريقة دفع الجيش إلى القتال

TT

* تعقيبا على خبر «محمد أبو حامد لـ(الشرق الأوسط): أحذر من استيلاء (الإخوان) على الجيش»، المنشور بتاريخ 27 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: الحروب تأتي عبر مناوشات كلامية تتحول في ما بعد إلى اقتتال بالسلاح، وما دام الرئيس هو صاحب القرار الأول في تقرير طبيعة العلاقة الخارجية لمصر بالعالم الخارجي وهو من سيختار وزير خارجيته فبالتالي هو من يستطيع إصدار قرار الحرب عن طريق بدء تلك المناوشات الكلامية المؤدية إلى تأزيم المواقف مع من يريد قتاله، ثم تلقائيا يجد الجيش نفسه يقاتل في الميدان، وإن استطاع ألا يكون أول من يبدأ القتال فقد يجد نفسه مدافعا ضد هجوم موجه ضد البلد، وهذا أسوأ بكثير من أن يكون هو البادئ، أي أن «الإخوان» يستطيعون دفع الجيش للقتال دفعا وبشروط أسوأ، وهي أنه سيكون في الغالب من يتلقى الضربة الأولى نظرا لعدم اقتناعه بدوافع القتال، وشعوره بأنه إنما دفع إليه دفعا، والنتيجة في كلتا الحالتين سيستثمرها «الإخوان» لصالحهم، فإن كان النصر فهو لهم، وإن كانت الهزيمة فقد انتهى أمر قيادة الجيش المناوئة لهم، وسيبدأون إنشاء جيش بقيادة جديدة من كوادرهم. لم يكن لعبد الناصر أن يتخلص من سيطرة عبد الحكيم عامر على الجيش إلا من خلال هزيمة مريعة كهزيمة 67، حتى ولو سلمنا أنه لم يخطط لذلك، وأنه إنما استغل الفرصة واتخذه كبش فداء.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]