توابع الثورات العربية

TT

> تعقيبا على مقال عماد الدين أديب «عرب ما بعد الثورات!»، المنشور بتاريخ 17 أغسطس (آب) الحالي، أقول: الثورة الشعبية تشبه الزلزال، وكما للزلزال توابع فإن للثورات توابع تخلفها بعد نجاحها، مثل حالات الفوضى والارتباك، وعدم الاستقرار، فغالبا ما يكون دافع الثورة هو محاولة تغيير نظام الحكم، يشترك فيها عدة أحزاب أو تيارات معارضة لكن لكل رأيه ووجهة نظره في البديل المطلوب، واختلف المطلوب إلى حد التناقض أحيانا مما يجعل التوابع أقوى أثرا من الزلزال نفسه، فانقلاب 14 يوليو (تموز) في العراق أتى بخليط غير متجانس من الضباط الثوريين، اتفقوا جميعا على إسقاط النظام الملكي ورموزه، ولكن بعد نجاحهم تبين أنهم أنفسهم متناقضون في نظرتهم الاستراتيجية، وبدلا من استفتاء الشعب الذي زعموا أنهم ثاروا من أجله استمروا وبنفس الأسلوب في تصفية بعضهم، واستقطبوا خلفهم جماهير من المدنيين على أساس حزبي وإثني فمزقوا الشعب وضربوا وحدته الوطنية فسببوا ضررا فادحا لحاضر ومستقبل العراقيين! وما زالت التوابع تضرب البلد بغير رحمة.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]