دولة منهكة

TT

* تعقيبا على مقال علي سالم «هل هم غوغاء أم عناصر مثيرة للشغب؟»، المنشور بتاريخ 23 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: لقد ابتلي المجتمع بإعلام منافق يعزف على النغمة الرائجة، ويسمي الشيء باسمه وعكسه حسب ما تقتضي الأمور دون خجل أو ضمير، فالمهم أن يظل على السطح حتى لو دفع المجتمع كله الثمن، لقد أصبح الصدق عملة مستحيلة ونادرة وامتهن الكثيرون مهنة تزوير الحقائق، فعلى سبيل المثال طبل الإعلام وزمر لمن حرق مستندات أمن الدولة مع أن الحقيقة أن هناك فئة كانت تتشوق لحرق ما يدينها من جرائم وبدلا من أن تكون خلف قضبان السجن إذا بها تتحول بعد ذلك إلى نجوم مجتمع ومحركين أساسيين لمعترك السياسة، وكذلك من أسعده أن ننتهك حرمة السفارة الأميركية مورطا مصر كلها في مشكلة لن تمر بسهولة كما عشنا شهورا طويلة ونحن نرى من يحرض على الشرطة حتى صارت منهكة لا تستطيع أن تؤدي عملها فسادت الفوضى وضاع الأمان، ورأينا التحريض على خروج الجيش من الساحة السياسية فلفظت الدولة المدنية أنفاسها الأخيرة لتخرج لنا الدولة الدينية وحيدة ومنفردة بمجتمع أنهكه نفاق الإعلام.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]