هل يستمر العراق في غفوته؟

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «تفجيرات بغداد درس ولكن..»، المنشور بتاريخ 2 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: استمرار الخلافات بين ساسة العراق وعدم احتكامهم لمصلحة الشعب وغياب الرؤية لديهم فيما يتعلق بمستقبل الوطن، يكشف أن تغير الأنظمة لا طائل منه، طالما يحل مكان الحاكم المخلوع من لا يختلف عنه في تطلعه لانفراده بدفة الحكم وتهميش الجميع، وعدم مراعاة وجود التنوع في تركيبة المجتمع، صحيح أن هناك عددا لا يحصى من الأحزاب والتيارات السياسية ومن الخلفيات المختلفة، غير أن ذلك لم يُضِفْ طابعا ديمقراطيا إلى تجربة الحكم في العراق، ولم يساعد في تعزيز مقومات الدولة المدنية، فأصبح الولاء للحزب يأتي قبل الولاء للوطن، وبهذا يتبين انعدام مفهوم المواطنة وانسحاب المشروع الوطني لصالح تطييف المجتمع، الذي يحاول الساسة من خلال إجراءاتهم غير المحسوبة ترسيخه، لكن على الرغم من كل ذلك لا بد أن نذكر أن هناك جيلا صاعدا لا يسمع تلك الشعارات التي يستعيرها السياسيون من قاموس قد أكل عليه الزمان وشرب، ولا تساعد في تشخيص المشكلات، ولا تلبي طموحات شرائح المجتمع، وأهم من يزعم بأن الشعب سيظل في حالة الغفوة.

كه يلان محمد - العراق [email protected]