مصر.. والخوف من الداخل

TT

* تعقيبا على خبر «جماعة جهادية تهدد بمهاجمة إسرائيل انتقاما لمقتل اثنين من الإسلاميين»، المنشور بتاريخ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: هذه حالة هروبية ونوع من جهاد الأبواب الخلفية، وعلى قاعدة لكل مقام مقال، فالذي يجري في مصر الراهنة لا علاقة له من بعيد أو قريب بالمواجهة مع إسرائيل، والحرب ليست لعب عيال، وقد حاربت مصر دولة الكيان من قبل عندما كانت الدولة المصرية قومية في توجهها، قوية ومتماسكة في حدها الأدنى، بل حاربت مصر حينها إمبراطوريات دولية في معارك غير متكافئة في مظهرها وجوهرها أثناء العدوان الثلاثي، ومعركة الكرامة الكبرى حول القرارات السيادية بعودة قناة السويس إلى أهلها، وقهرت مصر المستحيلات وفارق القوة الرهيب، وطوعت الظروف الدولية لصالحها، ثم قهرت النكسة والهزيمة ونهضت في فترة قياسية، وخاضت حروب الاستنزاف والعبور العظيم. أما اليوم فأمر آخر، ومصر الراهنة تحتاج لكي تقف على رجليها من جديد وتنهض إلى قاعدة مشروع وطني قومي قبل أن تهزم من الداخل أو تتورط في حروب دعائية من هذا النوع تسهل على الآخرين هزيمتها حتى من دون حرب أو سلاح.

محمد فضل علي - كندا [email protected]