إعادة الأخطاء نفسها

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «ثوار وثورات كثيرة!»، المنشور بتاريخ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: لقد فقدنا البوصلة ولم نعد نعرف إلى أين نحن سائرون.. فقد تعددت الأجندات، والتقت بالصدفة أو بالمؤامرة في ميدان التحرير، وكل يغني على ليلاه. فقد خرج المطحونون ليعبروا عن صرخاتهم والرغبة في تحسين أمور المعيشة التي تدهورت، ولم يكونوا يعلمون أنهم مجرد وقود لفصيل آخر خرج وقد أعد العدة للانقضاض على الحكم منفردا، وبدلا من أن تتحسن أمور المعيشة صار الحلم بالعودة لما قبل الثورة على الأوضاع أمنية شبه مستحيلة. لقد حدث ما حدث وتبين أن الحكم السابق الذي كان يرعب الجميع مجرد نمر من ورق احترق في أول مواجهة حقيقية، وأن المحرك للثورة لم يكن يدري ما هو فاعله، وأن الفصيل الذي يجهز نفسه للحكم يفتقد للمقومات الحقيقية للحاكم، وغلبت الهواية على الاحتراف. وما يزيد الأمور سوءا أن الحاكم الجديد يستعين بكل مساوئ الحكم السابق للسيطرة الأبدية على الحكم. على ما أعتقد لن نرى تحسنا للأمور، بل سنجد مزيدا من الصدام والرجوع إلى الخلف.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]