«الإخوان» يخسرون شعبيتهم

TT

* تعقيبا على مقال روجر كوهين «مصر الجديدة»، المنشور بتاريخ 18 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: «الإخوان المسلمون» كانت مشاركة بعضهم في الثورة منطلقة من مقتضيات مصالحهم كجماعة، وقد ذهبوا للحوار مع مبارك ونظامه أثناء الثورة بحثا عن مصالحهم أيضا، وعندما تأكدوا من إصرار الثوار على إسقاط النظام انضموا إلى الثوار في ماراثون السعي إلى السلطة التي مثلت الهاجس الذي يحركهم منذ زمن طويل، ولهذا الغرض عقدوا الصفقات مع المجلس العسكري الحاكم سعيا منهم وراء مصالحهم، وهو ما تجلى في تضامنهم مع المجلس العسكري بعدم أولوية صياغة الدستور وتأجيل صياغته حتى يتبينوا موقعهم في النظام الجديد، وهو ما تحقق لهم بوصولهم إلى رأس السلطة، فانكشفت مخططاتهم الوصولية من خلال الحصول على أغلبية اللجنة التأسيسية للدستور، وهم اليوم مستعدون لفعل أي شيء للحفاظ على السلطة، وأصبح مسؤولوهم يتخذون قراراتهم من وحي الجماعة ولا يستطيعون مخالفتهم لارتباطهم التنظيمي بهم، ولهذا خاضوا معركة الجمعة ضد الثوار خوفا من جمهرتهم في ميدان التحرير، وبهذه المعركة خسر «الإخوان» جزءا كبيرا من شعبيتهم.

د. عبد القوي الصلح - أميركا [email protected]