المعارضة الداخلية هي الأهم

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «الثوار يزحفون والمعارضة جالسة!»، المنشور بتاريخ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: في مثل هذه الحالة يجب أن تنحى المعارضة السياسية التي تعمل بالخارج جانبا أو يتم تقليص دورها لصالح القادة الميدانيين الذين كانوا في صفوف الأسد ثم انشقوا عنه ليتولوا قيادة المقاومة في الداخل، هؤلاء أحق بأن تكون القيادة من بينهم وأن يمسكوا بدفة السفينة التي تسير مضربة بين أمواج عاتية، فهم أكفأ وأقدر على حمايتها من الغرق نظرا لقربهم من الوضع الداخلي، وهم الذين يسهمون في صنعه على الأرض يوما بعد يوم ولحظة بلحظة، ولأنهم لم يتلوثوا بترف الجدال العقيم الذي يتسم بتغليب المصالح الضيقة على مصلحة الوطن ولأنهم - وهذا هو الأهم - أبعد من أن تؤثر فيهم الأطراف الأجنبية التي لا تريد بالثورة السورية خيرا، إذ أنهم يقاتلون ومعركتهم بأظافرهم ولا فضل لأحد عليهم بعد الله، ولأن أيديهم في النار دوما فهم أعلم بما يصلح البلد في الفترة المقبلة التي تقع على خط التماس بين حالة القتال وحالة الاستقرار التي تليها، والتي يمكن أن يتاح فيها للمعارضة السياسية دور أكبر، ودورهم هذا سيكون أشبه بما فعله الجيش المصري في تلك الفترة التي تلت مباشرة تغيير النظام حتى اتضاح معالم الطريق أمام من يعملون في حقل السياسة في الداخل والخارج.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]