سوريا ما بعد الأسد

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «سوريا وإسرائيل.. مرة أخرى»، المنشور بتاريخ 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: لقد تغيرت قواعد اللعبة على الساحة السورية واختفى معظم اللاعبين من فريق الأسد، وحتى الأسد نفسه أوشك أن يصبح لاعبا احتياطيا لولا الحاجة إليه لإتمام الصفقات التي باء معظمها بالفشل، وليكون شاهد الزور الأوحد على عبور سوريا من عصره الأسود إلى أفق جديد مشرق بالأمل، صحيح أن الشعب السوري لم يحسن التحضير لانتفاضته ولم يكن في حسابه أن بشار الأسد يختزن في قلبه هذا الكم الهائل من الرغبة في القتل والمتعة في سفك الدماء؛ ولكن من المؤكد أنه عقد العزم منذ يومه الأول على عدم التراجع مهما كلفه ذلك وقد شاهدنا التناسب التصاعدي في المواجهة بين عناصر القوة الأسدية بجيوشها النظامية وشبيحتها والمرتزقة الذين هبوا لنجدتها والقدرات الدفينة التي أظهرها الشعب السوري وجيشه الحر والتي لم يحسب الأسد حسابها، لقد دخل النظام الأسدي مرحلته الأخيرة وبدت أعراض اليأس واضحة في تصرفاته وتحركات الذين دفعوه دفعا لدخول طريق اللاعودة وبدا ذلك واضحا في تصريحات سيرغي لافروف وتحركاته وكذلك تصريحات ميدفيديف التي قالها صراحة بأن الأسد لا يهمه في شيء، وأيضا بوتين الذي وجه دعوة للقاء أوباما للتشاور وتحديد معالم خارطة سوريا ما بعد الأسد.

عبد الله محمد - أميركا ami - [email protected]