العرب.. وعدم الاستفادة من أخطاء الماضي

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «.. والمستفيد الأسد!»، المنشور بتاريخ 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: نفس الصورة التي ألفها المواطن العربي منذ خمسينات القرن الماضي تتكرر دون توقف ولو لإعادة النظر وإجراء تعديلات تناسب الزمن وتتلاءم مع الحدث، تتحول المدن إلى ركام وتدمر البنية التحتية وما فوقها، يبحث الكهول عن أبنائهم فلا يجدونهم، وينتظر الأطفال آباءهم فلا يعودون، وتعلو زغاريد الأرامل وسط الدموع تعبيرا عن فخر الشهادة احتفالا بموت أزواجهن وفي ركن آخر يتجمع القادة لاستقبال الضيوف الوسطاء دعاة العدل والسلام لإعلان الهدنة التي أجبر العدو المهزوم على قبولها بعد أن تعب من القصف ولم يعد قادرا على المزيد، مصر الإخوان تهب لنجدة إخوان غزة في وقت هي أحوج فيه من غزة في رعاية شؤونها والسعي للملمة البيت المصري والالتفات إلى الشعب الذي أدرك أن كل الذي قيل في باكورة الربيع تطاير في الهواء على أنغام نسائم الخريف، بشار سوريا طغى في الأرض بعد الذي رآه من تهافت الأمم طلبا لرضاه وسعيا لتمكينه من بلد يدمر من أجله وشعب يواجهه الفناء ليستتب أمنه ويعود إلى سابق عهده، كيف لا وهو ما زال يرى بين السوريين من ينادي بتأليهه والصلاة بين يديه، فهل من أمل في أن نقف وقفة صدق مع النفس ولا نكون تابعين لأحد؟

عبد الله محمد - أميركا ami - [email protected]