العراق.. وصعوبة الاختيار

TT

> تعقيبا على مقال وفيق السامرائي «خيارات سنة العراق.. بين المالكي وبارزاني!»، المنشور بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أقول: إن مصيبة العراق الكبرى هي تولي المالكي للسلطات المطلقة، وخصوصا الأمنية، في الوقت الذي لا يختلف فيه منصفان على أنه آخر من يستطيع مسك وإدارة هذه الملفات، وبدلا من محاربة الفساد، والعمل على تطهير أجهزة الدولة من المافيات المعششة والطفيليين الذين ما انقطعوا عن مص دماء العراقيين، والتخلي عن الوزارات الأمنية لصالح غيره من المختصين القادرين على تحقيق الأمن، نراه يتصرف بطريقة وأسلوب غير معقولين ولا مقبولين، فيشجع بذلك أصحاب الغايات الخاصة الانتهازية على استغلال الفرصة والعمل على خلط الأوراق، وأخذ البلد بعيدا عن مصالح شعبه واستقرار أمنه، كذلك القيادة الكردية التي لم تستفد من دروس الماضي، رغم الآلام والمصائب التي حاقت بالشعب الكردي بسببها، إذ كان يتوجب عليها تأجيل كل مشاريعها الطموحة، وبذل جهودها من أجل إنجاح التجربة الديمقراطية، والعمل مع أشقائهم من باقي العراقيين على بناء جيل واع متآخ، يؤمن بعراقيته ومبادئ حقوق الإنسان، بعيدا عن الاعتبارات الطائفية والعرقية الهدامة، ويبني وطنا متحضرا وشعبا متفهما لحق الأكراد بالاستقلال بدلا من انتهاز فرصة نكبة العراق، والقيام باستعراض القوة واستفزاز الآخرين، آنذاك تصبح كل الطرق معبدة في طريق الوصول إلى الهدف.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]