السماحة السودانية الساذجة.. كيف التخلص منها؟

TT

(المس ظهري شوفه بارد ولا حار).. تلك مقولة سودانية تأخذ حظها في التراشق بالحديث عندما يحدتم النقاش بين طرفين سجالا دلالة على شيء في النفس. ونرجو أن لا يفهم الغير المقولة بتفسير آخر، ولكننا نترجمها من خلال هذا السياق الذي يعكس ما يدور بخلدنا من هموم ومشاكل تعترينا من واقع الوطن والمأساة التي نعيشها من تدهور وضياع وتخلف.

ونحن عندما نسوق الحديث نحاول ان نخرج به من تلك السماحة السودانية الساذجة التي أضاعت ولم تهب.

كما عزمنا على خلع ثوب المثالية الذي أصبح يضيق علينا شيئاً فشيئاً بصوره المتجددة في عالم الموضة ومسمياته القذرة تجاه مطالبنا المشروعة ولكننا نلتزم جيداً في تناول قضايانا بان لا نتجاوز الخطوط الحمراء لأننا في دورنا هذا وكجزء من أبناء الوطن تقتصر المخاطبة على المناشدة، وما نشعر به من ضيم عسى أن نجد للراهن بديلا ولأجل الوطن نسدي ما بالاستطاعة وأرخصها الشهادة.

ولكننا بالمقابل نجاهر بشهادة ما تؤول إليه مناطقنا ووجهها الشاحب، ولكل ذي حق حقه في عكس الحالة من موقعه ومكانه.

الدعوة إلى النظرة الحكومية الجادة في ما تعاني منه ولايات غرب السودان أصبحت لازمة دائمة تتردد على ألسنة أبناء الولايات المعنية على شكلية الحوار الشعبي في كل الأحداث والمناسبات لإدراك الجميع بالظلم الجائر في حق ولايات الغرب، وعندما نتحدث من هذا المنطلق وبالصورة الواضحة لسنا بدعاة عنصرة سودانية ولا نميل إلى مظاهر التفكك والأنانية بل نريده وطنا في صورة تماسك والتئام في ثوب واحد يتشكل منه جلباب يحوي الجميع (وعريشة) تظللهم. نعلم جيداً ان الانتماء الوطني من المسائل البديهية التي لا تحتاج لتذكير المواطن بين الحين والآخر. ولكل فرد منا حقوق وعليه ما على غيره من الواجبات، وأبناء هذا الوطن لا يبخلون عليه بشيء من الاستطاعة، ذلك لشعورهم الدائم بالانتماء دون حث أو تذكير والأسئلة التي نود لها الأجوبة:

كيف نرفع ظلم الحكومة الواقع على ولايات الغرب والمتمثل في تدهور جميع المرافق الحيوية دون حصر؟ والأمر لا يخفى على المواطن أو المتابع؟

متى سيظل الغرب السوداني يرزح تحت حر الانتظار لخطابات الحكومة والوعود البالية؟

ومتى تخطو الحكومة من مرحلة الشعار إلى التطبيق؟ ومن الأغنية والرقص لتفقد أحوال الرعية؟ ومن القول إلى التنفيذ التلقائي النابع من الوجدان الوطني في حق السودان الأب؟ والاجابة في جيب الحكومة والرئيس السوداني عمر البشير.

كما لا نود للانتماءات الولائية على مستوى الحكومة ان تأخذ نصيب الأسد بمفهوم أبنائها عن الانتماء للوطن فـي ظل غياب العدل والانصهار الوطني كما هو معاش. ولا نود لبقعة أيا كانت في السودان أن تنهض وتعمر وتتطور على عاتق بقاع تهدم وتتلاشى بفضل الولاء الطوعي . والبديهة تقول: كلما قلت الوعود تواضعت الطموحات وكانت إمكانية التنفيذ ايسر وأقرب. ومهما تشعبت الأمور فالطريق واحد والنيات دليل والقول بلاغ ولا شأن لنا بمن يغضب أو ينتقد.