هل يصلح الثوار ما أفسدوه؟

TT

* تعقيبا على مقال مأمون فندي «مصر في منحنى الخطر»، المنشور بتاريخ 3 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: لم يخاطب الدكتور مرسي أحدا بعد أن انتزع السلطة في غفلة من القوى المدنية الغارقة في الرومانسية إلا لأهله وعشيرته، فهو لا يرى إلا إخوانه ولا يسمع إلا مريديه ولا يلتفت إلا لمن يوافقه الرأي، ولكل من يساعده على إقامة دولة الخلافة بدءا بمصر، إن نبرة الاستعلاء والاستقواء التي يمارسها مرسي وإخوانه وسلفه على كل الشعب الذي يخالفهم تصيب الجميع بخيبة الأمل ويساندهم في ذلك إحساسهم بالاتكال على الجهل السياسي المنتشر في أنحاء مصر ويفوق الجهل بالقراءة والكتابة، لقد أخطأت القوى الشبابية بالقيام بما سمي ثورة يناير لأنهم لم يكتفوا بالمطالبة بالإصلاح السياسي بل تمادوا إلى إسقاط الدولة وقد نجحوا في إسقاطها في أيدي التيار الإخواني بمساعدة التيار السلفي واكتفت القوى المدنية بتصعيد مطالبها وزيادة الانشقاق السياسي بينما صفقة الخروج الآمن وتسليم السلطة بين المجلس العسكري والإخوان جارية على قدم وساق، وقد حان لهؤلاء الثوار أن يصلحوا خطيئتهم في حق مصر لكي يعيدوا الأمور إلى نصابها، فهم لم يقوموا بثورة لكي نتحول من دولة فقيرة إلى دولة أكثر فقرا.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]