* تعقيبا على مقال باسم الجسر «الاستفتاء في مصر يؤجج الصراع السياسي»، المنشور بتاريخ 26 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: ما يدور الآن على الساحة المصرية هو صدام ومعركة مؤجلة منذ قيام الثورة، حيث قرر المجلس العسكري عدم خوضه تلك المعركة مع التيار الإسلامي وخرج من أكثر المشاهد تعقيدا سليما معافى مثلما يقول المصريون «زي الشعرة من العجين» وانسحب بهدوء من الساحة لتنفجر بعده كل الألغام ويبدأ الصدام، ورغم ما لهذه المعارك من فوائد، مثل تشكل الكتل السياسية وانتشار الثقافة السياسية بين المصريين، إلا أن أخطر ما في هذه المعارك أنها تدور على مركب مهترئ وسط بحر هائج، وهو ما يعطينا خيارات محددة لنتيجة هذا الصراع، يجب على الساسة معرفتها مسبقا وان يقرروا، فإما الاتفاق والنجاة معا أو أن يستمر الصدام والصراع، ربما يفوز أحدهما بلمس الأكتاف أو الضربة القاضية ويلقي بالآخر في البحر أو يهوي المركب لا قدر الله بكلا الفريقين وتضيع معهم كل أحلام البسطاء.
عبد الخالق الشناوي إسماعيل - فرنسا [email protected]