توغل «الإخوان» في كل مفاصل الدولة

TT

* تعقيبا على مقال عادل درويش «(فهلجة) الدستور»، المنشور بتاريخ 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: عندما تولى الدكتور مرسي منصب الرئاسة تحت ضغط التهديد الإخواني بحرق البلد، لم يكن إلا الخطوة الأولى لسيطرة «الإخوان» على مصر من دون أي اعتبار لأي أطياف أخرى بالمجتمع المصري، وبدلا من أن يتصرف «الإخوان» والرئيس بشياكة الحاكم الذي يتجرد من صفته الحزبية ليتولى مقاليد كل البلاد، تفرغوا لتصفية الحسابات، وكأننا كنا في معركة حربية، فهرب من تحت أيديهم منافسهم في الانتخابات، وإلا كان نصيبه السجن والسحل، ثم توالت أفعالهم الغريبة للسيطرة بتحجيم القضاء والتنكر للقسم الذي يفرض احترام الدستور والقانون، ثم ركزوا كل جهودهم لإفراز دستور يتبنى أجندتهم فقط، فكانت اللجنة التأسيسية غير القانونية التي تفتقر للمهنية، ثم سلق الدستور على أيدي غير المتخصصين، كما رأينا، دون أي اعتبار للأطياف الأخرى، وتزوير الاستفتاء بكل جرأة، والفوز بدستور هزيل سنعاني من ويلاته بعد أن ينقشع غبار معركة الاستفتاء، وسنرى قمع الحريات تحت سمع وبصر الدستور الهزلي، وستجري انتخابات البرلمان في وجود هدف واحد وحيد، وهو فرض ديكتاتورية «الإخوان» تحت اسم أغلبية الانتخابات، وهي الفعل الوحيد الذي يجيده ويحترفه «الإخوان».

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]