* تعقيبا على مقال علي سالم «لا تنسوا أن القاهرة هي مصر»، المنشور بتاريخ 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أقول: في البداية لا بد من القول إن القاهرة يطلق عليها عامة الناس اسم «مصر» لقناعتهم المتوارثة بأن مركز الثقل يكمن في القاهرة، فأصبحت القاهرة هي مصر، ومصر هي القاهرة، وإذا كان الشعب قد أطلق هذا الاسم على مصر فاختزلها بالعاصمة أو العكس، فلا غضاضة إذن بأن ننوه بأننا عندما أبصرنا النور عرفنا بأن الشام تعني دمشق، وتونس الدولة هي تونس العاصمة، وهذا ينطبق على الجزائر أيضا، وفي ذلك دعوة للعودة إلى مصر التي ولدت فيها هاجر أم إسماعيل عليه السلام، لذا لا بد من أن نكون مع الحدث، فما يجري في مصر هو القفز على الأولويات والبحث عن الذات في الميادين، والانقياد وراء قيادات لا برامج لها سوى الرفض من أجل مكاسب شخصية ومزايدة مكشوفة لا طائل من ورائها، وربما يكون للبعض حق يراد به باطل، على الرغم من تمنياتنا برفض مثمر وبدائل واعية يتم الإعلان من خلالها للملأ أجمع بأننا كنا هناك، وكانت لنا حضارة جذورها ضاربة في أعماق التاريخ لا في سطحية العقول الخاوية.
حسان التميمي - فرنسا [email protected]