> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «الغموض والخطر في مصر»، المنشور بتاريخ 8 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: رغم قناعتي الكاملة أن مصر ستعبر هذا النفق المظلم وإيماني بأن ما يحدث الآن هو مخاض لولادة محفوفة بالمخاطر لمصر الجديدة، لكن هذه القناعة لم تمنع أيضا استغرابي لكم التناقضات التي تحدث في مصر وذكر المقال بعضا منها وهو ما يجعلني دائما أطرح هذا السؤال لكل من أعرفهم، ماذا حدث لمصر بعد ثورة رائعة؟ لماذا ترجع بنا القاهرة للخلف رغم الوضوح والمعرفة التامة للطريق الصحيح؟ لماذا لم تضع الدستور أولا؟ لماذا قررت نعم للإعلان الدستوري الأول لـ«العسكري» ثم انقلبت عليه؟ لماذا تظاهرت لتصحيح قانون انتخابات مجلس الشعب ليصبح بالصورة التي خرج عليها وهم يعلمون أنه غير دستوري وهذا ما حدث؟ لماذا يتجاوز الرئيس القانون في بعض قراراته مثل عزل النائب العام؟ لماذا يخطئ الرئيس دائما ويعود ليلغي قراراته؟ لماذا كذب نائب للشعب واختلق رواية بوليسية كاذبة رغم عدم وجود سبب يجعله مضطرا للكذب؟ لم أجد ردا واحدا مقنعا لكل ما يحدث في مصر ربما سوى همسة في أذني من صديق ممزوجة بابتسامة ساخرة «مصر بعد الثورة أصابها مس! فيجب أن نخرج العفريت أولا من جسدها».
عبد الخالق الشناوي إسماعيل - فرنسا [email protected]