رسالة من تحت الماء.. الشرف الروسي يغرق يغرق يغرق!

TT

عجيب ان تكون هذه نهاية العسكرية الروسية!! غارقة في أعماق البحر.. فلم تعد تعرف فن العوم.. هكذا تكون النهاية لكل جبار، وهكذا تكون نهاية العسكرية الروسية بعد ان كانت يوماً ما الآلة الحربية العظمى، كما جاء في افتتاحية «الشرق الأوسط» عدد 7938. حاولوا جاهدين البقاء على مسرح التحكم الدولي.. فغربت شمسهم كما غربت من قبل شمس الامبراطورية العظمى التي كان شعارها (الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس) وان كانت لا تزال ملتصقة بأميركا علها تستعيد عافيتها وتحفظ شرفها الذي ضاع منها كما يضيع كل يوم من روسيا.. وقريباً وعى نفس الوتيرة سيلحق بها الشرف الأميركي المتغطرس وان غدا لناظره قريب.

فها هي روسيا بكل قوتها العسكرية تهوي الى القاع في بحر بارنتس.. تهوي مع اخطر غواصة في العالم وصفت بأنها افضل قطعة بحرية روسية بشكل مطلق.. تهوي (كورسك) ويهوي معها شرف روسيا العسكري والدولي.. فلم يكن سقوط الغواصة النووية سقوطاً فنياً فحسب او انفجاراً أدى لغرقها بل كان سقوطاً لكل اقنعة بوتين.

تلك القيادة التي تولت الحكم في روسيا على اشلاء المسلمين في الشيشان ومن قبل موقفها في كوسوفو والبوسنة.. فما كانت الحرب البوسنية إلا بدعم كامل منها للصرب.

واليوم تضاف لتاريخ كوارث روسيا الحادثة رقم اثنين وعشرين.. الغواصة النووية (كورسك) الغارقة وبداخلها مائة وثمانية عشرة جثة روسية تركها الرئيس الروسي تغرق وهو يقضي اجازته الأسبوعية.. تركها تغرق بشرفها اكرم له من ان تطلع اميركا على سوءته. وعلى الرغم من هذا الضياع الروسي الجديد في قاع البحر إلا ان هناك كارثة بيئية جديدة تنتظر العالم من روسيا ـ وكم هي دولة كثيرة الكوارث ـ كوارثها كلها عسكرية او نووية ودمارها لا يشملها وحدها فحسب، بل يتعداها حتى يصل الينا. ان سباق التسلح النووي يستحق منا ان نجابهه بكل أشكال الاستنكار بالقول وبالقلم وبالتظاهر وبدفع تلك الدول المجنونة المالكة لأسلحة الدمار ان توقف مثل هذه التجارب النووية والعسكرية، والتي يثبت العلم كل يوم مدى خطرها على البشر وعلى الكائنات البحرية والبيئة بل على كل الوجود.