صراعنا الداخلي.. أين الحلول له؟

TT

قبل كل شيء.. وقبل أن نبحث عن حلول سحرية لصراعاتنا الخارجية، وقبل أن نحل مشاكلنا مع إسرائيل ومع الغير، وقبل أن نلوم الآخرين أو نلوم أنفسنا، وقبل أن نحدد من أصاب ومن أخطأ، وقبل أن نعيد التاريخ ونقلب أوراقه أو نسأل عن المستقبل وأحواله، وقبل أن نوجه التهم للآخرين، وقبل كل هذا الضجيج.. يجب أن نبحث عن حلول لصراعنا الداخلي قبل الخارجي.

ففي كل وطن من أوطاننا ألف مشكلة ومشكلة؟! وفي كل مواطن عربي ألف جرح وجرح! فنحن ما زلنا وسنبقى نعاني من صراعنا الداخلي الذي لا يتوقف ولا نريده أن يتوقف! بسبب تخلفنا وعجزنا وأنانية شعوبنا التي أنستها الجروح، مشاكلنا الداخلية! فمن المنطق لواقعنا المر أن نتوقف قليلاً مع أنفسنا ونراجع أوراقنا ونعيد النظر في صراعنا الداخلي وأن ننظر بعين الاعتبار لكل صراعاتنا الداخلية سواء كانت كبيرة أو صغيرة. ان ما أعنيه أن جسد الأمة العربية مليء بطعنات والجروح من أنفسنا قبل أن يكون من العدو! فلو سألت أي مواطن عربي في أي بلد كان عن أحوال بلده لقال لك آلاف المشاكل والهموم في وطنه! فنحن نعيش في مأزق داخلي، غافلين عنه، رامين بكل صراعاتنا الداخلية في سلة المهملات! فلا بد أن نبحث عن حلول لهذا الصراع المزمن وندع مشاكلنا الخارجية بعد أن نكون بأحسن حال.

فالصراع الداخلي هو الصراع الحقيقي وليس الخارجي لأنه طريقنا إلى النجاح بحل جميع صراعاتنا الخارجية. فلو نجحنا في حل كل صراعاتنا الداخلية فسوف نأخذ جميع حقوقنا من إسرائيل ومن الغير! أما ان نبقى على هذا العبث وهذه الفوضى التي نعيشها في أوطاننا العربية فلن نجني سوى الحسرات وخيبة الأمل التي اسمترت معنا منذ قديم الأزل!!