حيرة المثقف العراقي

TT

> تعقيبا على مقال أحمد أنور دزه يي «المثقف العراقي.. بناء التجربة الديمقراطية»، المنشور بتاريخ 2 فبراير (شباط) الحالي، أقول: المثقف هو جزء من نسيج المجتمع الذي يعيش خلاله وليس من الضروري أن يكون ذا صبغة أو لون محدد، كما أنه من الخطأ وصف الكاتب أو المحلل السياسي بالمثقف، فالثقافة هي عملية اطلاع شامل ومتنوع على مختلف أنواع المعلومات، لكن الكاتب يكون مبدعا مختصا في فن الكتابة، يجيد استعمال العبارات، ويختار أنسب الكلمات لرسم صورة واضحة المعالم، ولا يهم طبيعة الموضوع، لذلك نرى أنه كان من السهل تكليف بعض الكتبة برسم الصورة التي يختارها الحاكم، ما دام قادرا على الدفع، ويقينا أن هذا الكاتب المبدع لا يستطيع إقناع أحد إلا إذا كان المتقبل مستعدا بدافع ذاتي لأن يسمع أو يصدق ما يسوقه له الكاتب، لذلك لم يستطع أكبر كتاب السلاطين أن يبني رأيا عاما عقائديا مستعدا للتضحية في طريق مؤازرة الحاكم، وكلنا رأى ماذا حدث مع مئات الألوف من البعثيين أو جماهير العراق عندما غزا الأميركان بلدهم واحتلوه، بينما كانوا لا يتركون مناسبة من غير أن يهتفوا «بالروح بالدم نفديك يا صدام»، أما المثقفون العقائديون الذين يحملون فكرا مقرونا بإبداع وقدرة جيدة على الرسم بالكلمات، فقد اختاروا المنافي أو الانزواء، ولم يظهروا أنفسهم حتى لا يستغلهم الحاكم ويوقعهم في حرج الاختيار بين ضمائرهم وعقائدهم وأوامر الحاكم.

مازن الشيخ - فرنسا [email protected]