رسالة إلى المحرر : الأسلحة النووية لا تستطيع إخفاء الأزمة الاقتصادية الإيرانية

نبيل سعد - بيروت

TT

كان موفقا التحقيق الذي نشرته «الشرق الأوسط» في عدد الثلاثاء 5 فبراير (شباط) عن معاناة التجار الإيرانيين في دولة الإمارات العربية المتحدة وتعرض الشركات الإيرانية للإفلاس بسبب العقوبات الاقتصادية الدولية وتدهور قيمة صرف الريال الإيراني الذي تتوقع جهات عدة أن يصل قريبا إلى 50 ألف ريال مقابل الدولار الأميركي، بعد ما وصل بالفعل إلى 40 ألف ريال للدولار متراجعا بنسبة 21% خلال أسبوعين فقط.

الحقيقة الرئيسية في عالم السياسة التي يبدو أنها بعيدة عن تفكير السياسيين الإيرانيين هي أن الاقتصاد هو عصب القوة، فإذا انهار الاقتصاد لا تعود الأسلحة تنفع لا هي ولا غيرها من وسائط النفوذ والجبروت. وكم من دولة في الماضي دفعت ثمنا باهظا لطموحها العسكري فكانت نمرا من ورق، تهاوى عند أول اختبار جاد. ويعلمنا التاريخ أنه قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية كان عند الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر ترسانة من الأسلحة التي لم يتمكن من استعمالها بسبب الانهيار الاقتصادي والسياسي. والاتحاد السوفياتي السابق كان عندما انهار ما زال يمتلك من الصواريخ والقنابل الذرية والهيدروجينية ما يكفي لتدمير كوكب الأرض عشرات المرات، لكنه خسر سباق الإنفاق على التسلح وسقط أمام الولايات المتحدة، ثم انهار وتقسم إلى دول مستقلة. وحاليا نلاحظ أن القلق الأكبر في الولايات المتحدة نفسها هو القلق من الأزمة الاقتصادية، وهو الدافع الأساسي عند الشعب الأميركي عند التصويت في الانتخابات، وليس الانتصارات العسكرية في البلدان البعيدة. والأميركيون يحسون أنهم صاروا في سباق حقيقي مع الصين والهند في مضمار النمو الاقتصادي ولهذا فهم يتحسبون للأسوأ.

إيران، مثل الاتحاد السوفياتي السابق، تظن أن الجري وراء الطموحات التوسعية عن طريق تكديس السلاح وإشهاره يكفي لإلهاء الشعب الإيراني عن معاناته وتخويف جيران إيران بالقوة العسكرية. لكن الأيام قد تثبت قريبا أن هذا وهم. وإلهاء الشعب - وبالأخص جيل الشباب - بالقوة النووية والمغامرات الإقليمية قرار ليس مضمون العواقب أبدا.

إنه هروب إلى الأمام، في بلد ينتج النفط ولا يقدر على تكرير ما يكفي حاجاته منه. وهو ينفق الأموال على حلفائه في الخارج، بينما يعاني شعبه من المصاعب المعيشية والبطالة والمشكلات الاجتماعية. وكان آخر الأمثلة على ما تعيشه إيران الخبر الذي تناقلته الصحف عن اعتقال نائب رئيس المصرف المركزي الإيراني السابق طاهماسب مظاهري عند محاولته دخول ألمانيا حاملا صكا بقيمة تعادل 70 مليون دولار من العملة الفنزويلية صادرا عن بنك فنزويلا، وبدء السلطات الألمانية التحقيق معه بتهمة غسل الأموال.

* رسائلكم إلى المحرر

* «الشرق الأوسط» ترحب برسائل القراء, وتوجه قراءها الكرام إلى ذكر الاسم كاملا والعنوان واسم المدينة أو الدولة التي يبعثون منها برسائلهم مشفوعة بالبريد الالكتروني ورقم للاتصال, وتحتفظ «الشرق الأوسط» لنفسها بحق الحذف والتعديل في الرسائل والاختصار وفق مقتضيات النشر.

وترحب «الشرق الأوسط» بالراغبين في المساهمة بالرأي السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي في صفحات الرأي من اهل الاختصاص, على ان تحمل المقالة تعريفا للكاتب ورقم اتصال, وعلى ألا يزيد عدد كلماتها عن 700 كلمة.

* للاتصال:: [email protected] - FAX No.: (44) 207 - 8312310