محاولات أخيرة لوقف نزف الدم السوري

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «خطيب سوريا داهية أم مغامر؟»، المنشور بتاريخ 5 فبراير (شباط) الحالي، أقول: باعتقادي أن الخطيب في تصريحاته هذه قد يكون قد أحرج النظام السوري وبشار الأسد بالذات، ووضعه أمام تصريحاته في الزاوية، كما يقال، ووضعه أمام الرأي العام العربي والعالمي في حيرة من أمره، كونه، وحسب تصريحاته التي أدلى بها وأدمن عليها، أن الحل يجب أن يكون «سوريًّا - سوريًّا». من خلال التفاوض ودون تدخل الآخرين، وذلك بمساندة كل من روسيا والصين وايران، والمفهوم العام لوجهة نظر الخطيب وما فهمناه من تصريحاته بأنه سيحافظ على الثوابت الثورية والوطنية ومطالب الثوار دون زحزحتها أو الابتعاد عنها قيد أنملة، وأن الحوار سيكون مع من لم تتلطخ أيديهم بدماء أبناء الشعب السوري، ومنهم فاروق الشرع، كما أعتقد أن التفاوض مرحلة لا بد منها في مسيرة الصراع، ولا بد من الجلوس والحوار بين الأطراف المتنازعة، سواء للطرف المنتصر أو المهزوم، والأمثلة أمامنا كثيرة، وفي مثل هذه الحالة التي تعم الأراضي السورية من القتل والتشريد والتهجير، ومن الدمار والخراب، نجد أن التفاوض هو الحل الأوفر حظا.

د. محمد علاري - ألمانيا [email protected]