من الذي فتح الباب أمام المتطرفين لدخول سوريا؟

رسالة إلى المحرر

TT

* أحمد مارديني - باريس

* كلام وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قبل أيام عن أن «سوريا هي اليوم الوجهة الأولى للجهاديين في العالم» ليس فيه أي جديد لمن يتابع المواقف الغربية المترددة، حتى لا نقول المتخاذلة، في حماية الشعب السوري. وهل يمكن ان ننسى كلام الرئيس الأميركي أوباما ووزير خارجيته الجديد كيري في نفس الاتجاه خلال الأيام الماضية؟

دخول الجهاديين إلى سوريا هو نتيجة طبيعية لترك العالم الشعب السوري لمصيره لمدة عامين، والأكيد أن فترة عامين كافية لكي يتجمع آلاف الجهاديين في بلد أصبحت حدوده سائبة، وسقطت هيبة سلطاته الأمنية في عيون أبنائه. يجب ان نتذكر حقيقة أخرى هي ان الجهاديين يتعرضون للمطاردة في عدة مناطق في العالم ولذلك فهم يبحثون دائماً عن مكان يظل أكثر أمناً بالنسبة لهم من الأماكن التي يعيشون فيها. وهناك سبب ثالث لوجود الجهاديين في سوريا هو أن النظام أطلق عدداً كبيراً من المساجين الإسلاميين والجهاديين من سجونه بقصد أن يقول للدول الغربية انه يقاتل ضد الخطر الأصولي كما اكتشف هذا الأسبوع وزير خارجية بريطانيا.

المسألة أصبحت مكشوفة. الدول الغربية تريد حجة لتبرير عدم تدخلها في سوريا، وهي لا تريد إزعاج إسرائيل التي تفضل بقاء النظام السوري الحالي الذي ضمن لها لأكثر من 40 عاماً أهدأ حدود مع اي دولة عربية. والآن بعد أن مرّ عامان على الثورة السورية التي لم تساندها الدول الغربية إلا بكلام يأتي أوباما وهيغ وكيري ليقولوا إن نجاح الثورة في سوريا سيكون لمصلحة الجهاديين والإرهاب، والمعنى أنهم يؤيدون دعاية نظام الأسد بعد عامين قتل فيهما حوالي 100 ألف سوري. يا ترى لو صدقت وعود الغرب ووقف وقفة صادقة مع السوريين منذ الشهور الأولى للثورة، هل كان عند الجهاديين الوقت لأن ياتوا إلى سوريا؟